الأقصر، 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 – بحث رؤساء الجامعات المصرية الحكومية في مؤتمر عقد في الأقصر على مدى يومين بعنوان "ربط الجامعات"، برعاية مشتركة من المجلس الثقافي البريطاني ومجلة الفنار للإعلام وبدعم من مؤسسة فورد، أفضل السبل لتقوية الروابط بين الجامعات المحلية، وتعزيز الصلة مع الطلاب، وربط الجامعات المصرية بسوق العمل.
وجاء المؤتمر في الوقت المناسب في أعقاب تنظيم العديد من المظاهرات في الجامعات المصرية التي فتحت أبوابها مؤخرا لاستقبال العام الدراسي الجديد 2014/2015. كما ناقش الحاضرون طرق ربط الجامعات والطلاب بالخارج من خلال التدويل.
وفي مثال واحد عن أساليب زيادة الحوار وتخفيف التوتر، قال رشدي زهران، الرئيس الممثل لجامعة الإسكندرية إن الإداريين قاموا بإنشاء اتحاد طلاب للسكن الجامعي ومجلس مكون من طلاب، وعاملين، وهيئة تدريس في استجابة للشغب في السكن الجامعي الذي تصاعد في أعقاب الثورة المصرية عام 2011. وقال زهران: "لقد كانوا يتهموننا بأننا نأكل طعامهم ونسرق أموالهم".
مرت ثلاثة سنوات على تأسيس الاتحاد والمجلس، وفقاً لزهران و"هما يعملان بشكل رائع".
لكن المؤتمر كان يتطلع في معظمه للخارج. وفي هذا السياق، تحدث محمد لطفي، نائب مستشار القسم الدولي بجامعة كارديف في ويلز، عن المناهج الاستراتيجية للتعليم العالي الدولي. وقال إنه "عندما تبدأ الجامعات في التدويل، يتوجب على كل جامعة تحديد مفهوم التدويل بالنسبة لها، وما يفعله لطلابها، وعما إذا كانت المؤسسة تستطيع تحقيق هذه الأهداف"، مضيفاً أن اكتساب صفة الدولية هو جزء تكميلي للانفتاح والجودة، ويسهم في خلق فرص لدعم الطلاب في سوق العمل.
ويعد المنظور الدولي نقطة مركزية لتعليم جامعي معاصر بغض النظر عن الدولة التي يأتي منها الطلاب، وفقاً لآرلين جاكسون مديرة التعليم الدولي في الجمعية الأميركية للكليات والجامعات الدولية. وقالت "كما سمعنا من الدكتور لطفي هذا الصباح، فالنسيج الذي يجب أن يتركز حوله أي حرم جامعي ليصبح أكثر تدويلاً يتطلب إطاراً وموارد، وقادة أقوياء مثلكم".
وأضافت "أنتم بالتأكيد قادة تبغون التغيير، خاصة في هذا الوقت من تاريخ مصر".
وبحث رؤساء الجامعات والمشاركون في المؤتمر في طريقة أخرى للربط مع المجتمعات، والتي تتمثل بالتواصل مع الشركات التي يمكنها مساعدة الطلاب في الحصول على فرص عمل.
وفي هذا الإطار، قدمت ديبورا بونوال، وهي صاحبة عمل ومديرة تواصل الخريجين بجامعة جون مورز بليفربول، عددا من الاستراتيجيات لخلق مثل هذه الروابط. وقالت "نحن نبدأ بعرض واضح جداً ومحدد لمساعدة أصحاب العمل في الوصول إلى الجامعة". وتبلغ نسبة التوظيف بين خريجي جامعة جون مورز بليفربول 93.7 في المئة. وتمتلك كل درجة علمية بالجامعة عنصرا مرتبطا بالعمل، وفقاً لبونوال، ويمكن للطلاب المهتمين الحصول على شهادة مهارات "عالم العمل". لكن يتوجب على الطلاب الراغبين في الحصول على تلك الشهادة أن يمروا بسلسلة من الخطوات ذات الصلة بالمهنة وصولاً إلى مقابلة صاحب العمل.
"لماذا لا نؤسس حملة قومية عن التعلم في مصر؟" سؤال طرحته ليزا أندرسون، رئيسة الجامعة الأميركية في القاهرة في ختام المؤتمر.
وأضافت: "يتوجب على الجامعات المصرية نفسها أن تعزز تشبيكها مع بعضها البعض"، مقترحة أن تقوم الجامعات في مصر بالتعاون في ما بينها لتقديم برامج دراسة داخل البلاد للخارج، والتواصل مع أرباب العمل، والمشاركة في أفضل الممارسات في خدمات التوظيف، وتطوير قدرات الطلاب، ونقل التكنولوجيا.
وقالت أندرسون "يمتلك هذا البلد موارد بشرية لا مثيل لها في التعليم العالي والبحث العلمي، وأعتقد أنه حان الوقت لجعل هذا مرئياً ومتاحاً للعالم".